ملخص كتاب الخروج عن النص لـ د. محمد طه.. خطوة نحو التعافي

كتاب الخروج عن النص لـ د. محمد طه، كتاب في مجال علم النفس، مكتوب باللهجة العامية المصرية، يتناول مفاهيم الحدود والمشاكل النفسية والاستحقاق بشكل مبسط وسلس.

ملخص كتاب الخروج عن النص لـ د. محمد طه
* * *

بيبدأ كتاب الخروج عن النص بالكلام عن الحدود، من حقك تقرر تحط مين فين، من حقك تقرر مين تقربه ومين تبعده، مش الطبيعي إن كل الناس تبقى قريبة منك، أو أي حد يستبيح حدودك. 

وبعدين بينتقل الخروج عن النص إلى ما سماه نفسك الحقيقية ونفسك المزيفة، بيقول إن الإنسان في عمر خمس سنين غالباً بياخد قرار إنه يدفن نفسه الحقيقية، ويخرج مكانها نفس مزيفة ترضي اللي حواليه، وتعمل اللي هما عايزينه عشان يحبوه ويقبلوه، يسمع الكلام، ميقولش لأ، وغيرها. وبيقدم الخروج عن النص حل المشكلة دي، وبيقول إن مدام اللي بوظ علاقة، يبقى اللي هيصلح برضو علاقة، علاقة يوصلك فيها حب واهتمام، وتقبل غير مشروط. ممكن العلاقة دي تكون صداقة، حب، أو علاقة علاجية بينك وبين معالج نفسي.

وبيشرح الخروج عن النص أسباب تكرار نفس الأخطاء، أو ما يسمى علمياً بـ التكرار القهري. بيقول إننا بنكرر نفس التجارب المؤلمة اللي مرينا بيها بشكل قهري لسبب من أربعة: يأما عايزين ننهي التجربة بشكل مختلف عشان نحل العقدة اللي حصلت، أو عشان نخلي الوحش اللي حصلنا بغير إرادتنا في الماضي يحصل بإرادتنا المرة دي، أو بنكرره تاني بس بنخلي نفسنا الجاني مش الضحية، يعني بندور على حد ونأذيه زي ما احنا اتأذينا بالظبط، أو السبب الأخير إننا بنكرر التجربة بس عشان حاسين بالذنب وحاسين إن احنا كنا سبب في اللي حصلنا، فبنعمل كده تاني عشان نعذب نفسنا ونعاقبها. وده بيفسر ليه البنت اللي أهلها بيكونوا مهملين بتدخل في علاقات مع ناس مهملين ومؤذيين، وليه اللي بتتعرض للاغتصاب مثلاً، ممكن تشتغل في الدعارة وتتحول حياتها كلها إلى تكرار لنفس التجربة المؤلمة اللي اتعرضت ليها.

بعد كده بينتقل الخروج عن النص إلى ما سماه بـ المواقف غير المنتهية، وهي المواقف اللي أنت عجزت أثناءها عن التعبير عن غضبك ووجعك، حد عنفك، أب/أم/معلم/مدير، ومقدرتش تعبر عن غضبك وتاخد حقك في ساعتها. الموقف ده بيفضل متخزن جواك ومأثر عليك، وبيقول الخروج عن النص إن الحل إنك يإما تواجه الشخص اللي أذاك، وده غالباً بيكون صعب، لأن المؤذي مش بينتج عن مواجهته غير مزيد من الأذى، أو إنك تعمل حاجة اسمها الكرسي الخالي، ودي تقنية بتستخدم في العلاج النفسي، وهي إنك تتخيل الشخص ده قاعد قدامك وتقول كل اللي أنت عايز تقولهوله، وده طبعاً لازم يحصل في وجود معالج متخصص، أوعى تعمل ده لوحدك.

الناس ممكن تزرع فيك مشاعر بالرفض تجاههم عشان هما عايزين يحسوا إنهم ضحايا، أو ممكن يقدسوك علشان عايزين يبقوا اعتماديين وغير مسؤولين، دي حاجات سماها الخروج عن النص مشاعرك اللي هي مش مشاعرك، مطلوب منك لما تلاقي نفسك حاسس بمشاعر كبيرة تجاه حاجة لا تستدعي هذا الكم من المشاعر، تقف وتفكر، وتفلتر مشاعرك الحقيقية من المشاعر اللي اتزرعت فيك من ناس تانية.

وفي سياق متصل بينتقل الخروج عن النص إلى ما سماه علاقات خطرة، وذكر منها علاقتين: علاقة الحبل السري، وهي اللي بيكون طرف معتمد على الطرف التاني اعتماد كلي، وحياته ملهاش أي معنى من غير الطرف التاني، وكأن ما بينهم حبل سري. وعلاقة العمى وهي العلاقة اللي طرف فيها بيلبس الطرف التاني ملابس شخصية تانية كانت موجودة في حياته قبل كده، أم/أب/مدرس، ويحس ناحيتها نفس المشاعر ويتعامل معاها على إنها الشخصية القديمة. خلي بالك وأنت بتتعامل مع الناس اللي معاك في علاقة، ركز إنك تكون مستقل مش مربوط بحبل سري بالطرف التاني، وإنك متبقاش حاسس تجاهه بمشاعر متخزنة تجاه شخص تاني غيره كان موجود في حياتك قبل كده.

كل حد اتعاملت معاه ساب نسخة منه جواك، والنسخ دي بتخلق حاجة سماها كتاب الخروج عن النص عالمك الداخلي، لو اللي اتعاملت معاك -بدايةً من أهلك وأصحابك ومدرسينك- كانوا ناس مستغلين وسامين، فعالمك الداخلي هيبقى كله خوف ورعب وتوحش، والعكس صحيح، لو تعاملت مع ناس متفهمة ومتقبلة، عالمك الداخلي هيبقي كله حب ووداعة وتسامح. وبيطرح الخروج عن النص نفس الحل اللي طرحه قبل كده، مدام اللي بوظ علاقة يبقى اللي هيصلح برضو علاقة، علاقة واحدة كافية إنها تغير عالمك الداخلي كله.

بعد كده بيتكلم الكتاب عن فكرة الخروج عن النص، وده من خلال فيلم Adjustment Bureau أو مكتب التسوية، واللي فيه البطل سياسي ناجح كان المفروض حبه للظهور يخليه يكمل في طريقه لحد ما يبقى رئيس جمهورية، ولكنه بيقابل واحدة بتحبه بدون شروط، فبيفقد رغبته في النجاح السياسي، وهنا بيتدخل مكتب التسوية عشان يرجعوه للنص المكتوب، ولكنه في النهاية بينتصر عليهم، وبيخرج عن النص. الفيلم مثال حي على فكرة العلاقة المداوية، علاقة واحدة صادقة قادرة على تغييرك بالكامل. 

وفيما يتصل بحب بطل فيلم Adjustment Bureau للظهور بيتكلم الخروج عن النص بعد كده عن إعلان عملته شركة مياه غازية مشهورة في مصر، وهي إنها كتبت أسامي عشوائية على منتجاتها، والتجربة نجحت جداً، وكل حد كان بيلاقي اسمه على الكان كان بيبقى في قمة السعادة. الخروج عن النص بيقول إن ده حصل لأن الإنسان عنده احتياج نفسي اسمه الاحتياج إلى الشوفان، وهي رغبة الإنسان إنه يحس إنه متشاف ومتقدر وموجود. والاحتياج ده موجود عند المصريين بشراهة بسبب الضغوط النفسية اللي الناس بتقابلها في حياتها بشكل يومي. الخروج عن النص بيدعوك إنك تحرص على إنك تحسس اللي حواليك إنك شايفهم، وتطلب منهم هما كمان يشوفوك ويقدروك.

ثم بيتناول الخروج عن النص الإدمان من زاوية مختلفة، فبيقول إن الإدمان مش بس إدمان للمخدرات، فيه إدمان للشغل وإدمان للقراية، وإدمان للعلاقات، وبيكرر الخروج عن النص طرح حل العلاقة الجيدة، الشافية المعافية، القادرة على التغيير والمداواة.

بعد كده بينتقل الخروج عن النص إلى موضوع سماه دورك في سيناريو حياتك، وقال إن فيه 3 أدوار الإنسان بيلعبهم في علاقاته، دور الجاني، وده الشخص اللي بستبيح الطرف التاني ويستغله عاطفياً ونفسياً، ودور الضحية وده الطرف اللي بيتلذذ بهذا الاستغلال والأذى النفسي، ودور المنقذ وده اللي بيسخر نفسه لخدمة وإنقاذ الضحية من براثن الجاني. وبينوه الخروج عن النص على إنه ممكن الإنسان يلعب كذا دور في علاقة واحدة، أو كذا دور مختلف في كذا علاقة مختلفة، ممكن في نفس العلاقة يبقى جاني شوية وضحية شوية ومنقذ شوية، وممكن يبقى جاني مع حد وضحية مع حد تاني، ومنقذ مع حد تالت. بيطلب منك الخروج عن النص بعد ما تعرف أنت مين فيهم إنك توقف السيناريو ده فوراً.

بعد كده بييجي فصل بعنوان نصف حياة، بيتكلم كتاب الخروج عن النص عن نوعين من العلاقات، علاقة جزئية وعلاقة كلية، في بداية عمر الإنسان مبيعرفش يعمل غير علاقات جزئية، ده حلو وده وحش. لكن لما بينضج بيقدر يتقبل المتناقضات، ويفهم إن الأشياء من حواليه مش ثنائية الأبعاد. واللي مش بيتربى صح بيفضل طول عمره شايف الدنيا أبيض وأسود، وتبقى حياته كلها نقد وأحكام، بيبقى عايش نصف حياة. بيدعوك الخروج عن النص إنك تتعامل مع الحياة بنضج، عشان تعيش حياة كاملة.

ثم بيقول كتاب الخروج عن النص إن أقوى سلاح في تاريخ البشرية هو الإحساس بالذنب. وده فيه منه نوعين، نوع طبيعي لما تغلط وتحس بالذنب فتتعلم من غلطك، ونوع تاني مرضي لما تغلط فتنصب لنفسك محكمة وتجلدها وتعذبها. الخروج عن النص بيدعوك إنك تسامح نفسك وتتعلم من غلطك، مش تعلق لنفسك حبل المشنقة عشان بس غلطت، لأن الغلط طبيعي في تكوينك كإنسان، بل إنه من حقك.

وبعد كده بيتكلم الخروج عن النص عن الاحتياج للحضن، بيقول إن الإنسان الطبيعي محتاج 12 حضن كل يوم، صباح الفل! 12 حضن عشان يعيش يومه بشكل صحي وطبيعي. الاحتياج للحضن بيبتدي من الساعات الأولى في حياتنا بعد الولادة، واللي فيها الحضن بين الأم وطفلها، وإحساسه باختلاف درجة حرارة جلده عن جلدها بيحسسه إنه موجود.

يلا نعمل أب ديت لبعض، زي ما البرامج والتطبيقات كل شوية بتطلب منك تعمل تحديث ليها، احنا كمان في العلاقات محتاجين كل شوية نعمل أب ديت للطرف التاني، لأن احنا بنتغير، سواء للأحسن أو للأسوأ، فمينفعش نفضل مثبتين الطرف التاني في العلاقة عند موقف معين أو فكرة معينة في دماغنا، ورافضين نشوفه في أي صورة تانية، في حين إنه ممكن جداً يكون أتغير، ومبقاش زي ما احنا فاكرين. 

مرة تانية بيستعين الخروج عن النص بالسينما، وبيتكلم المرادي عن فيلم Maleficent، اللي حصلتلها تجربة قاسية، فقررت تنتقم في طفلة تانية ملهاش ذنب، ولكن في اللحظة الأخيرة شافت ماليفيسنت الوحش اللي جواها وتصالحت معاه، وده اللي بيدعونا ليه الخروج عن النص، إن احنا نشوف الوحش أولاً، ثم نتألم لأننا شوفناه، ثم نتقبله وساعتها هنقدر نتعافى منه، زي ما حصل مع ماليفيسنت. والتقبل مش معناه الموافقة، التقبل هو أول خطوة في طريق التغيير.

آخر فصول الخروج عن النص بيتناول الثقة بالنفس من منظور مختلف، ويدعو لتبديل كلمة فلان واثق من نفسه إلى فلان شايف نفسه يستحق، وبيقول إن ده المصطلح اللي بيستخدموه المتخصصين في مجال العلاج النفسي، وبيشرح معنى الاستحقاق إنه الإنسان يتقبل نفسه بضعفها وأخطائها، ويصدق إنه يستحق كل حاجة حلوة بدون شروط، وأخيراً بيدعو الخروج عن النص القارئ إنه يكون نفسه وميفصلش نفسه على مقاس حد.

تم.

اكتب لنا رأيك في التعليقات، وشارك المقال ليصل للمزيد من الأشخاص.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال