مراجعة وتقييم رواية العائش في الحقيقة لـ نجيب محفوظ

رواية العائش في الحقيقة

رواية للكاتب نجيب محفوظ، صادرة عام 1985م، تدور حول أحد شباب المصريين القدماء، الذي يبحث عن حقيقة قصة إخناتون العائش في الحقيقة، الذي أدعى النبوة ونادى بالتوحيد، ونبذه قومه حتى مات مكلوماً. يقابل الشاب الشخصيات التي أتصلت بإخناتون، ويكون لكل شخصية منهم فصل في الرواية.

العائش في الحقيقة


عالم العائش في الحقيقة وعالم الواقع

يعود نجيب محفوظ برواية العائش في الحقيقة بعد ابتعاده عن تاريخ المصريين القدماء لأعوام، وكان نجيب قد استهل مشواره الأدبي بثلاثة أعمال تدور في عصرهم، ثم توقف وأنجرف في تيار الأدب الاجتماعي الواقعي، ولكن شخصية إخناتون جذبته نحو القدماء ثانية، لمَّا قرأ عنه في كتب غربية فأثار اهتمامه.

(اقرأ: مراجعة رواية السراب لـ نجيب محفوظ)


طريقة نجيب في معالجة العائش في الحقيقة

لم يجعل نجيب محفوظ من إخناتون بطلاً للرواية، حيث أدعى إخناتون النبوة، ورغم سماحة ما دعا إليه من توحيد وخلق، إلا أنه يبدو أنه من الجيد عدم الجزم في حقيقة نبوته من عدمها، وربما لذلك لم يجعله نجيب محفوظ بطلاً لرواية العائش في الحقيقة. ومن ناحية أخرى يجيء حديث الشخصيات الأخرى عن إخناتون كشكل من أشكال التكشيف المفيد للقارئ، حيث يستعرض لنا نجيب محفوظ -بمهارته- الطريقة الفريدة التي تنظر بها كل شخصية إلى العالم وإلى الأمور وإلى إخناتون بالطبع، ما يساعد القارئ على فهم البشر على نحو أفضل. 

وقد جاء سرد العائش في الحقيقة رغم التنقل بين وجهة نظر وأخرى غاية في السلاسة، ما يعكس قدرة نجيب على الإمساك بالعمود الفقري للقصة بقوة، والسير وراء هدف رئيسي واحد يزداد وضوحاً بمرور الأحداث، ومعه يزداد القارئ نحوه تشوقاً، ألا وهو ما ستحكي نفرتيتي زوجة إخناتون، التي تأتي في الفصل الأخير، لتتمم رواية العائش في الحقيقة، وتجمع خيوطها المبعثرة.

(اقرأ: مراجعة خان الخليلي لـ نجيب محفوظ)


تقييم رواية العائش في الحقيقة 

4,5/5


اقتباسات مميزة من رواية العائش في الحقيقة

"أنا القوة التي تسلل منها قوى الوجود، أنا النبع الذي تتدفق منه الحياة، أنا السلام والسرور"، "أعلن إيماني بالإله الواحد، وأعلن موتي في سبيله"، "هذه المرأة إما أن تكون شريكتك الروحية، أو تكون أكبر ماكرة عرفتها البشرية"، "تعال لتعش معي في الحقيقة".


تم.

أكتب لنا رأيك في التعليقات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال