موجز تاريخ مصر.. ما يحتاج الكاتب المصري معرفته

في هذا المقال نتناول تاريخ مصر بشكل موجز، من الدولة القديمة وحتى الجمهورية الحديثة.

موجز تاريخ مصر
مسجد السلطان حسن


تاريخ مصر القديمة (3000 ق.م)

بدأت مصر كوحدتين منفصلتين: الشمال والجنوب، حتى وحدهما الملك مينا، والذي ينتمي للأسرة الأولى، فقد تقسمت الأسر الحاكمة لمصر القديمة إلى 30 أسرة. 

كان الملك الحاكم في مصر القديمة على رأس الدولة، يُنظر إليه على إنه إله متجسد، ومن بعده الكهنة، ثم الموظفون والكتبة، ثم الجنود والحرفيون، ثم الفلاحون، ثم العبيد. كانت الدولة المصرية القديمة تقوم أساساً على الزراعة، فكان أغلبية الشعب من الفلاحين، وقد ابتكر المصريون القدماء أنظمة ري متقدمة، وحسبوا مواسم الزراعة بدقة فلكية عالية. كانت الدولة تستعمل نظام المقايضة، وهو تبادل السلع، حيث لم تتواجد بعد العملات المالية.

تعددت الآلهة في مصر القديمة، ومنها: رع.. إله الشمس، وأوزوريس.. إله الموت والبعث. وقد اهتم المصريون بالتحنيط وشيدوا الأهرامات ووادي الملوك نظراً لإيمانهم بالبعث والحياة الأخرى بعد الموت.

(أقرأ: موجز تاريخ الدراما.. قصة أوزوريس إله البعث)

ابتكر المصريون القدماء الكتابة الهيروغليفية، وتفوقوا في الطب والهندسة. من أبرز الشخصيات المصرية القديمة: مينا، خوفو، حتشبسوت، إخناتون الذي دعا لعبادة الإله الواحد، وأحمس الذي قضى على الهكسوس. أنتهى حكم المصريين القدماء حين جاء الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م، وبدأ عصر الدولة اليونانية في مصر.


تاريخ مصر اليونانية (300 ق.م)

دخل الإسكندر الأكبر مصر محرراً إياها من الفرس المستعمِرين، أسس الإسكندر مدينة الإسكندرية وأصبحت عاصمة العالم القديم، وبُنيت مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت أكبر مكتبة في العالم آنذاك. وكذلك شُيدت منارة الإسكندرية وهي إحدى عجائب الدنيا السبع. كانت مصر منقسمة إلى يونانيين على رأس الدولة، يحكمون ويسيطرون على الاقتصاد، ومصريين يعملون في الزراعة. اللغة الرسمية أصبحت اليونانية، ولكن الهيروغليفية كانت تستخدم في الحياة الدينية.


تاريخ مصر الرومانية (30 ق.م)

هُزمت كليوباترا وأنطونيوس اليونانيان على يد أوكتافيوس الروماني، وأصبحت مصر ولاية رومانية. استغل الرومانيون مصر اقتصادياً، وعانى المصريون من الفقر وبهظ الضرائب، ولكن ظلت الإسكندرية مركزاً فكرياً وعلمياً هاماً. ضعفت الديانة المصرية القديمة، خاصة مع ظهور المسيحية ودخولها مصر على يد القديس مرقص الإنجيلي، وواجه المسيحيون اضطهاداً من الرومان، ولكن ديانتهم انتصرت آخر المطاف، وأصبحت الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، وأصبحت اللغة القبطية هي اللغة الرسمية كذلك.


تاريخ مصر الإسلامية (600 م)

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب دخل عمرو بن العاص مصر، أسس مدينة الفسطاط وبنى فيها مسجد عمرو بن العاص ليكون أول مسجد في إفريقيا، وأصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة الإسلامية. وكانت أول خلافة إسلامية هي الخلافة الراشدية، والمقصود بها حكم الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول، ثم الخلافة الأموية والخلافة العباسية. بعد ذلك انتهت الخلافة الإسلامية وظهرت دولٌ مستقلة، كانت مصر ولاية تابعة لها، منها: 

- الدولة الطولونية: نسبة إلى أحمد بن طولون، والذي أسس مدينة القطائع وبنى مسجد بن طولون في القاهرة الإسلامية.

- الدولة الفاطمية: والتي تأسس في زمنها مدينة القاهرة وأصبحت عاصمة الدولة.

- الدولة الأيوبية: التي أسسها صلاح الدين الأيوبي، وقد حصَّن صلاح الدين مصر ضد الصليبيين، وقضى على المذهب الشيعي الذي جاءت به الدولة الفاطمية، وأعاد مصر للمذهب السني. 

- دولة المماليك: وكان المماليك عبيداً يتم جلبهم من آسيا غالباً وتدريبهم على القتال منذ الصغر. وقد تصدى المماليك للمغول أو التتار في معركة عين جالوت، وطردوا الصليبيين من الشام، وازدهرت في عهدهم العمارة، وبخاصة بناء المساجد التي كانت مراكزاً للتعليم، من أهمها مسجد السلطان حسن بالسيدة زينب.

عهد الدولة الإسلامية في مصر بصفة عامة، ازدهرت فيه الزراعة والفنون والعلوم والحرف اليدوية، كالنسيج وصناعة الزجاج، وعرفت مصر كمركز علمي مرموق. 


تاريخ مصر العثمانية (1500 م) 

دخل السلطان العثماني سليم الأول مصر بعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق، وأصبحت مصر ولاية تابعة للدولة العثمانية، ولكن المماليك المحليين هم من كانوا يحكمون بالفعل دون الوالي. فقدت مصر أهميتها التجارية بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وتدهور الاقتصاد. تراجع مستوى التعليم، وساد الفساد الإداري والديني، فشعر المصري بالتخلف عن العالم المتقدم من حوله، خاصة في ظل النهضة الأوروبية الحديثة، وكان ذلك توقيتاً مثالياً لدخول المستعمِر الغربي.


تاريخ مصر الحديثة (1700 م)

دخل نابليون بونابرت مصر، وأحضر علماء لدراسة الحضارة المصرية، فظهرت موسوعة (وصف مصر) الشهيرة. قبل أن تنتصر المقاومة الشعبية بزعامة عمر مكرم، ولكن الأخير تخوف من تولي حكم مصر، فأفسح الطريق لمحمد علي الذي أسس مصر الحديثة. أعاد محمد علي بناء مصر على طراز حداثي أوروبي. فرض التجنيد على أفراد الشعب الذكور، وأسس مدارس حديثة تقوم على نظام انضباطي. 

عقب رحيل محمد علي تولى حكم مصر عدد من خلفائه، تورطت مصر في ديون ضخمة فسمحت بالسيطرة الأوروبية على شؤونها، خاصة من قبل بريطانيا، قبل أن تدخل بريطانيا مصر في 1882م في عهد الخديوي توفيق. تحكمت بريطانيا في قناة السويس، وعانى المصريون من الفقر والفساد، ثم اندلعت ثورة 1919 المطالبة بالاستقلال ورحيل المستعمِر، ولكن الاحتلال نجح في قمعها. قبل قيام حرب 1948م والتي نتج عنها احتلال فلسطين وإقامة دولة إسرائيل بمساعدة بريطانيا.


تاريخ جمهورية مصر (1952 م)

قاد اللواء محمد نجيب الضباط الأحرار في القيام بانقلاب عسكري ضد الملك فاروق، وكانت الهزيمة في 1948م من أهم أسباب الحركة، حكم محمد نجيب البلاد، ثم عُزل واعتقل، وتولى جمال عبد الناصر. نجح الضباط الأحرار في طرد المستعمر من أرض مصر في 18 يونيو 1956م، وهو يوم عيد الجلاء. قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، ثم هُزم في حرب 1967م من قبل إسرائيل، وتولى من بعده أنور السادات، الذي انتصر في 1973م وأعاد أرض سيناء المحتلة. ومن بعده تولى محمد حسني مبارك حكم مصر في 1981م، واستمر الفساد السياسي والتدهور الاقتصادي، والتراجع في مستوى التعليم، وغياب العدالة، ما أدى إلى قيام ثورة 25 يناير 2011م، وتولى محمد مرسي حكم البلاد، قبل عزله في 2013م على يد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، الذي تولى حكم مصر منذ 2014م وحتى والآن، واستمر التدهور الحضاري والاقتصادي حتى وصلت مصر إلى الحقبة الأظلم في تاريخها.

تم.

أكتب لنا رأيك في التعليقات، وشارك المقال ليصل للمزيد من الأشخاص.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال